سانتياغو دم في الشوارع
دم في المصانع
دم في البيوت.... ـ من أغنية لفرقة الطريق العراقية -
عرف القرن العشرين حتى آواخر سبعينياته نهوضاً ثورياً عارماً بتأثير الأحداث الجسيمة التي رافقته وخاصة في عز نهوض الاتحاد السوفيتي كدولة عظمى بعد الحرب. وكان المشروع السوفييتي يبدو بالصيغة عالمياً متكاملاً يسعى لتحقيق العدالة الاجتماعية واعادة توزيع الثروة وتحقيق التنمية والتقدم واشاعة الحرية والمساواة بين الناس، أو على الأقل ما كان يعتقد به أغلب الثوريين في ذلك الزمان، حتى سقوطه المدوّي في نهايات القرن العشرين.
ان أصداء ذلك المشروع وصلت الى تشيلي، الى أبعد بلد في القارّة الأمريكية، في العام 1964 دخلت الجبهة الشعبية في تشيلي بقيادة "سلفادور أليندي" الانتخابات الرئاسية وخسرتها. وحين كان "سلفادورأليندي" في حملته الانتخابية تلك يجتاز جبال الساحل التشيلي رأى مع مرافقيه لافتة كبيرة لمرشح اليمين التشيلي "فريي" كتب عليها (مع فريي سيكون للأطفال الفقراء أحذية)، كان أحدهم قد خربش تحتها: (مع أليندي لن يكون هناك أطفال فقراء). أعجبه ذلك، لكنه كان يعرف أن جهاز الخوف جبّار، قيل له أن خادمة دفنت لباسها الوحيد في قبو بيت السيد خوفاً من أن يأتي اليسار ويأخذه منها...
مرت الأيام وفازت الجبهة بعد عدة سنوات، وانتخب أليندي رئيساْ لتشيلي. كانت أيام تغييرات كبيرة وحماسة ثورية ملتهبة، استرجع أليندي ثروات تشيلي، النحاس والحديد ونترات الصوديوم. أمّم الاحتكارات وكان الاصلاح الزراعي يكسر العمود الفقري للأوليغارشية.
أضرم اليمين حربه القذرة، أرباب السلطة الذين فقدوا الحكومة كانوا لايزالون يحتفظون بالأسلحة والقضاء، بالجرائد والإذاعات، لم يكن الموظفون يؤدون أية وظيفة، كان التجار يحتكرون البضائع، وأرباب الصناعة يخرّبون، والمضاربون يلعبون بالعملة. كان اليسار وهو الأقلية في البرلمان يتخبط في العجز، والعسكر يحضّرون لانقلابهم الفاشي، ومع ذلك وبرغم كل اللوم الموجّه الى حكومة "أليندي" اصطف ثمانمائة ألف عامل وساروا في شوارع سانتياغو عام 1973 قبل اسبوع من الانقلاب، لكي لايظن أحد أن حكومة أليندي وحدها، هؤلاء العمال كانت أياديهم فارغة!...
إنّ "سلفادورأليندي" استشهد في سبيل قضية عادلة، اختارها طوعاً ومات من أجلها وهي قضية العدالة والمساواة والديمقراطية لكل الناس، وحين هجم عسكر الجنرال "بينوشيت" الفاشيست وحاصروا قصر الرئاسة، قصر لامونيدا، لم يتقهقر ولم يطلب الملجأ، لبس خوذة القتال ووشاح الرئاسة وأمسك بندقيته مدافعاً عن موقفه الى النهاية...
كان مسيحاً تشيلياً آخر بعد رفيقه الأرجنتيني (تشي غيفارا)، يسجّى على خشبة التحرر والاشتراكية...
دم في المصانع
دم في البيوت.... ـ من أغنية لفرقة الطريق العراقية -
عرف القرن العشرين حتى آواخر سبعينياته نهوضاً ثورياً عارماً بتأثير الأحداث الجسيمة التي رافقته وخاصة في عز نهوض الاتحاد السوفيتي كدولة عظمى بعد الحرب. وكان المشروع السوفييتي يبدو بالصيغة عالمياً متكاملاً يسعى لتحقيق العدالة الاجتماعية واعادة توزيع الثروة وتحقيق التنمية والتقدم واشاعة الحرية والمساواة بين الناس، أو على الأقل ما كان يعتقد به أغلب الثوريين في ذلك الزمان، حتى سقوطه المدوّي في نهايات القرن العشرين.
ان أصداء ذلك المشروع وصلت الى تشيلي، الى أبعد بلد في القارّة الأمريكية، في العام 1964 دخلت الجبهة الشعبية في تشيلي بقيادة "سلفادور أليندي" الانتخابات الرئاسية وخسرتها. وحين كان "سلفادورأليندي" في حملته الانتخابية تلك يجتاز جبال الساحل التشيلي رأى مع مرافقيه لافتة كبيرة لمرشح اليمين التشيلي "فريي" كتب عليها (مع فريي سيكون للأطفال الفقراء أحذية)، كان أحدهم قد خربش تحتها: (مع أليندي لن يكون هناك أطفال فقراء). أعجبه ذلك، لكنه كان يعرف أن جهاز الخوف جبّار، قيل له أن خادمة دفنت لباسها الوحيد في قبو بيت السيد خوفاً من أن يأتي اليسار ويأخذه منها...
مرت الأيام وفازت الجبهة بعد عدة سنوات، وانتخب أليندي رئيساْ لتشيلي. كانت أيام تغييرات كبيرة وحماسة ثورية ملتهبة، استرجع أليندي ثروات تشيلي، النحاس والحديد ونترات الصوديوم. أمّم الاحتكارات وكان الاصلاح الزراعي يكسر العمود الفقري للأوليغارشية.
أضرم اليمين حربه القذرة، أرباب السلطة الذين فقدوا الحكومة كانوا لايزالون يحتفظون بالأسلحة والقضاء، بالجرائد والإذاعات، لم يكن الموظفون يؤدون أية وظيفة، كان التجار يحتكرون البضائع، وأرباب الصناعة يخرّبون، والمضاربون يلعبون بالعملة. كان اليسار وهو الأقلية في البرلمان يتخبط في العجز، والعسكر يحضّرون لانقلابهم الفاشي، ومع ذلك وبرغم كل اللوم الموجّه الى حكومة "أليندي" اصطف ثمانمائة ألف عامل وساروا في شوارع سانتياغو عام 1973 قبل اسبوع من الانقلاب، لكي لايظن أحد أن حكومة أليندي وحدها، هؤلاء العمال كانت أياديهم فارغة!...
إنّ "سلفادورأليندي" استشهد في سبيل قضية عادلة، اختارها طوعاً ومات من أجلها وهي قضية العدالة والمساواة والديمقراطية لكل الناس، وحين هجم عسكر الجنرال "بينوشيت" الفاشيست وحاصروا قصر الرئاسة، قصر لامونيدا، لم يتقهقر ولم يطلب الملجأ، لبس خوذة القتال ووشاح الرئاسة وأمسك بندقيته مدافعاً عن موقفه الى النهاية...
كان مسيحاً تشيلياً آخر بعد رفيقه الأرجنتيني (تشي غيفارا)، يسجّى على خشبة التحرر والاشتراكية...
Комментариев нет:
Отправить комментарий